الأستاذ حسن ساباز: الصفعة الأولى للقاتل الصيهوني
أكد حسن ساباز أن فشل الصهاينة في كسر إرادة غزة رغم وحشيتهم، تبعته أول صفعة سياسية موجعة من نيويورك بفوز زهران ممداني الذي تعهد باعتقال نتنياهو، ويرى ساباز أن هذه اللحظة تمثل بداية النهاية للصهيونية، وانطلاق زمن الهزائم السوداء للمجرمين.
كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:
إن استمرار الصهاينة في مهاجمة غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار، بذريعة حجج واهية ومتناقضة، يعكس حقيقة واحدة: أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم.
لقد قتلوا عشرات الآلاف بوحشية، ودمّروا الأبنية، ومنعوا دخول الغذاء، ومع ذلك لم يتمكنوا من إخضاع أهل غزة، ولا من كسر إرادة المقاومة.
وفي النهاية، اضطر الصهاينة للرضوخ لصفقة تبادل الأسرى.
أما مساعي أمريكا وبعض الدول الأوروبية للتغطية على جرائم الإبادة وتبرير إرهاب الصهاينة، فقد فشلت، وستفشل دائمًا.
ورغم محاولاتهم المستمرة لوصم "حماس" بالإرهاب، فإن ما جرى من "انتفاضة عالمية" كشف للعالم بأسره حقيقة احتلال عمره أكثر من 80 عامًا، وما رافقه من جرائم وقتل وتهجير.
خلال عملية التبادل، وضع العالم أمام مشهد فاضح للفارق بين إنسانية الأسرى الفلسطينيين وبين وحشية الأسرى الصهاينة، لتنكشف بذلك طبيعة "الحضارة" المبنية على الاحتلال والإبادة.
إن الكيان الذي يزعم أن لديه "أكثر الجيوش أخلاقًا في العالم" تبيّن أنه أكثر الجيوش انحطاطًا؛ إذ عاقب من كشف جرائمه بدلًا من معاقبة من ارتكبها.
قتلوا عمال الإغاثة وقالوا "حماس"، قتلوا الصحفيين وقالوا "حماس"، قصفوا المستشفيات وقالوا "حماس".
ونحن نتحدث عن جيش منحط إلى درجة أنه قتل الطفلة هند رجب ذات الخمس سنوات بـ355 رصاصة، ثم تفاخر قائلاً: "لقد أصبنا حماس"!
نعم، إن مقاومة غزة أسقطت الأقنعة، وكشفت الفارق الهائل بين البشر ومن يشبهون البشر في الشكل فقط، لكنها أيضًا كانت بداية النهاية للصهيونية نفسها.
ويبدو أن أول ضربة موجعة للصهيونية من خارج غزة جاءت هذه المرة من نيويورك.
فقد فاز زهران ممداني برئاسة بلدية المدينة، وكان ممداني قد صرّح قبل شهرين لصحيفة نيويورك تايمز، متهمًا نتنياهو بارتكاب جريمة إبادة في غزة، ومعلنًا أنه في حال فوزه سيطبّق أمر التوقيف الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو.
ومع أن ممداني يقف أيديولوجيًا على طرفٍ مغاير، إلا أنه لفت الانتباه أيضًا بانتقاده لرجال الأعمال الذين يتهربون من الضرائب ويستغلون الناس، وبمهاجمته لترامب في هذا السياق.
أما ترامب بدوره فقد وصفه بأنه "شيوعي"، وهاجمه قائلاً قبيل الانتخابات:
"إذا فاز الشيوعي ممداني برئاسة بلدية نيويورك، فلن أقدّم إلا الحد الأدنى من التمويل الفدرالي، لأن مدينة تُدار تحت حكمٍ شيوعي لا تملك فرصة للنجاح، ولا حتى للبقاء حيّة!"
لكن بعد إعلان النتائج، ردّ ممداني متحديًا:
"إذا كان هناك وسيلة لتخويف الطغاة، فهي بإزالة الظروف التي تجعلهم يصلون إلى السلطة، هذه هي الطريقة لإيقاف ترامب، بل وإيقاف من سيأتي بعده، لذا يا دونالد ترامب، أعلم أنك تراقبني… ارفع صوت التلفاز جيدًا!"
كانت النتيجة مزعجة لترامب، لكنها تحولت إلى صدمة كبرى في تل أبيب ودوائر اللوبي الصهيوني في العالم.
فقد وصف المندوب الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة فوز ممداني بأنه "يوم أسود لكل من يحب إسرائيل"، وهي عبارة تعبّر بوضوح عن حالة الانهيار المعنوي التي يعيشها الصهاينة اليوم.
نأمل وندعو الله أن تتوالى هذه "الأيام السوداء" على الصهاينة المجرمين، وأن يذوقوا الذلّ والانهيار في حياتهم الدنيا، لعلّ في ذلك بعض السلوى وبلسماً لقلوب المظلومين. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن فوز زهران ممداني في بلدية نيويورك يمثل نصرًا لغزة ورسالة قوية ضد الصهيونية، ويبرز قدرة الجماهير على دعم المواقف الحازمة رغم هيمنة القوى الكبرى، حيث أصبحت عبارته «إذا جاء نتنياهو فسأعتقله» رمزًا للعدالة والحرية، ومثالًا يحتذى به للسياسيين حول العالم.
يؤكد الأستاذ عبد الله أصلان أن السلام الحقيقي لا يقوم على الشعارات، بل على الثقة والاحترام لقيم الأمة، محذرًا من القوى التي تتستر بشعار “السلام” بينما تثير الفتن وتهاجم الإسلام لتحقيق أهداف خفية.
يسلّط الأستاذ سلام الغمري الضوء على أن فوز زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك شكّل زلزالًا سياسيًا وأخلاقيًا داخل الولايات المتحدة، كاشفًا عن تحوّلٍ في وعي المجتمع الأمريكي نحو العدالة ورفض هيمنة اللوبي الصهيوني، معتبرًا ذلك بدايةَ تغييرٍ عميقٍ يُعيد تعريف الحرية والضمير الإنساني في قلب الإمبراطورية الأمريكية.